في مباراة تحمل كل عناوين الأثارة مبدئيا ً ، يستضيف فريق كالياري المميز على أرضة في هذا الموسم ، نادي الميلان
الذي ضاع في دوامة ثلاثة مباريات صعبة ، أودت بحلم الإقتراب من الأسكوديتو رغم بقاء الأمل بعودة أسطورية لـ معانقة
التتويج المحلي الغائب منذ ستةِ مواسم .. كالياري سبق وأن قام بتامين موقعه في جدول الترتيـب مبتعدا ً عن مراكز خطر
الهبوط ، وأيضا ً عن المراكز المؤهلة للمشاركات الأوروبية ، ولهذا يتوقع أن يخوض هذا اللقاء بـ وتيرةٍ أقل من الميلان
الذي تفصله ثلاث نقاط عن المتصدر الإنتر .. الفوز في ملعبٍ صعب والإستمرار في مطاردة المتصدر هو المطلب الأكبر لدى
ليوناردو حاليا ً ، الذي يدرك أن علاج الخروج من دوامة النتائج السلبيه في الفترة الأخيرة هو الفوز في هذا اللقاء الصعب
ليس فقط بصعوبة الخصم ، بل أيضا ً لظروف ميلان الذي يعاني من عديد الإصابات التي تثقل كاهل الفريق ولاتمنحه الكثير
من الأمال لإكمال الموسم بالطريقة التي نجح فيها الفريق بإظهار شخصيته التنافسيه ، في أغلب فتـرات هذا الموسم الذي
يقدم فيه الفريق أفضل من المتوقع ، اللقاء يتوقع ان يكون مثيرا ً كما هي مباراة الدور الاول ، فـ لمن سيكون الفوز ؟! ..
كاليـاري .. سقطات تتلوها سقطات .. و7 لقاءات بلا إنتصارات ..
بعد فترة مميزة عاشها ابنـاء سيردينيا ، تكلـلت بـ تحقـيق العـديد من النتائج الإيجابية ، والتي وضـعت الـفريـق على
بعد خطـوات قليلة من الوصـول الـى المراكـز الأوروبية . فـ أثـنى الجمـيع على اليغري وكتيبته التي قدمت مسـتويات
باهـرة ، ابـرزها اسقـاط اليوفي بـ هدفيـنيني وماتري ، بالإضـافة الى خطف نقطة من ذهب امام روما بـعد ان كـان
الفريق متخلفاً فـي النتيجة حتى الدقـيقة الـ 89 . كل هذا جعل من ابناء سيردينيا معنيـّين بـ شـكل مباشر فـي الصراع
الأوروبي ، المقعـد الحلم الموصـل لـ اوروبا بعد غياب طويـل . لكن المقعد الحلم هذا قد طـار مـع العـام 2009 ، فـ
حقق الفريـق 4 انتصارات في العـام الجديد من اصل 15 لقاء ، اطـاحت بالفريق الى منتـصف الجـدول ، حيث شفـعت
لـ ابناء اليغري انطلاقتهم القوية من الدخول في دوامـة الهبوط لـ غياهب السيريا b . مواجهة ميلان سـ يدخلـها رفـاق
ماتري بـ أريحية تامة ، بعيداً عن الضغوط وحـسابات الصعود والهبوط . وهذا حتماً ما يـخشـاه ميلان ، فـ أندية كييفو
وبارما قد عقدت من مهام ميلان الأوروبية بـ سبـب دخولها مواجهة ميلان بلا ضغوط ، لـذا سـ يـحـاول اليغري بـأن
يحذو حذو دي كارلو وغويدولين ، اللذين أوقفـا ميلان بـ سلاح " لا يوجد ما نخسره " فـ إلـى اي مـدى سـ يـنـجـح
اليغري في قيادة ابناءه نحو هذا الطريـق ، هـل سـ ينجح في احراج ميلان كما احرج اليوفي وروما سـابـقـاً ؟ ويحـذو
بـ ذلك حـذو دي كارلو وغويدولين ، ام ان رغـبة ميلان فـي مطاردة الإنتر وروما سـ تـحـول دون حـدوث ذلـك ؟
ميلان .. برغم التعثرات والسقطات ,, ما زال لـ حلم السكوديتو بقيـه !!..
يُجمـع الكثيرون في إيطاليا على أن الميـلان حاليا ً يمر من خلال ضباب الطموحات المتناقضة ، والواقعية التي تفرض
نفسها كلما إقترب الدوري من نهايته ، المنافسة على لقب الدوري لم تكن مجرد حلم ، بل كانت حقيقه ، وتصدر الدوري
الإيطالي كان سيكـون واقعا ً حقيقيا ً لو لم يسقط الميلان في الدرجة الأخيـرة من سلم الترتيـب أثناء إرتقاءه .. سقطة
واحدة خلفت وبشكـلٍ طبيعي خطوتين آخرتيـن للخلف ، من أقدام أثقلتها الإصابات وظروف الغيابات .. لايمكن أن يلوم
الميـلان أحدا ً سوى نفسه ، حيث أنه تشكل على قالب المنافسة التي أستنزفت طاقات الفريق المعنـوية قبل البدنية مع
هذه الإصابات التي تتابع وتتشابه في كل مره .. ضغط جدول الترتيـب أفقد اللاعبين تركـيزهم الذي كان يسير بفضله
الفريق بسهوله حتى في المباريات الصعبة ، ومع إفتقاد عناصر مثل باتو ونيستا ، المهمة بدت أصعـب من المتوقع في
البداية .. ميـلان تعثر مع نابولي وخسر ضد بارما وتألق ضد لاتسيـو رغم غياباته لكنـه لم يفز ، لكن رغم هذا لازال
خلف المتصدر بثلاثة نقاط ، فارق يبقي على أمال العودة قائمة شرط أن تبـدأ الأمور بـ التحسن منذ مباراة كاليـاري
الخصـم العنيـد الذي لطالما كان ندا ً قويا ً في ملعبه في جزيرة سردينيا .. الفوز سيضـمن للفريق إنبعاث روحٍ جديده
للفريق سيكـون تأثيرهـا إيجابي وفعال في المباريات المقبـلة ، في حين الخسارة سـ تزيد من ضياع اوراق ليوناردو
المؤثرة ، وتساهم بـ شكلٍ أكبر في سقوط الفريق لمرحلة أسوأ ،وبين هذهِ وتلك ، ميلان يبدو حائرا ً ، كثير الشكوك .