يحدث مع فريق يوفنتوس الايطالي امر غريب وضع جماهيره في حيرة بين الأداء المتراجع والنتائج السيئة وبين الثقة المطلقة التي يبدو عليها مدرب الفريق تشيرو فيرارا والجهاز الاداري بقيادة بلان وكوبولي اللذين يصران على دعمه رغم فقدان يوفنتوس لفرصة المنافسة على لقب السكوديتو الايطالي قبل الدخول في مرحلة النصف الثاني من المسابقة.
ردود افعال فيرارا منذ بداية الموسم وحتى الان ظلت كما هي وظل مصرا على انه لا يخاف على مركزه في قيادة البيانكونيري وبانها مرحلة وستنقضي ولا يبدو في الواقع بان هناك اي بادرة للانفراج وبان الليل مظلم وطويل على السيدة العجوز التي دفعت وستدفع الكثير ثمن اخطاء من يديرونها بطريقة مبتدئة لا تستطيع مجاراة الاخرين.
يوفنتوس هو الفريق الذي عرفناه مصنعا للنجوم ومكانا طبيعيا للبطولات والامجاد الكروية وكان الفريق الابيض والاسود طوال الثمانينات والتسعينات بعبعا يخيف كل من يلاقيه وبالتأكيد فان هذا لم يأت من فراغ وكان وراءه شخصية فذة هي جيوفاني انييللي صاحب امبراطورية فيات وصانع امجاد الفيراري في عالم الفورمولا ون وامجاد اليوفي في عالم كرة القدم الايطالية والاوروبية.
اليوفي في عهد انييللي كان الفريق الايطالي الذي يبث الروح في لاعبيه ويحولهم من اسماء مبتدئة الى نجوم كبيرة متلألئة في سماء اوروبا وباولو روسي وكابريني وجنتيلي وزيدان ودل بييرو وفييري وكامورانيزي وزامبروتا واسماء اخرى كثيرة كان اليوفي وراءها واستطاع من خلال ابداعها في المستطيل الاخضر ان يكون صاحب الرقم الاعلى في تحقيق البطولات في ايطاليا ولكن بعد رحيل انييللي لم يكن هناك من يستطيع ان يسد هذا الفراغ الرهيب ليصبح اليوفي في يد بعض الموظفين امثال موجي الذي قاده الى الفضيحة الشهيرة ثم كوبولي وبلان وسيكو اللذين اخفوا هوية وشكل اليوفي الحقيقي وصاروا يستقدمون بعض الاسماء التي لا تسمن وتغني من جوع مثل دييغو وميلو على حساب نجوم الفريق الصغار مثل جيوفينكو ودي تشيلي بعد ان اثبتت هذه الاسماء وجودها ليقابلوا ابداعها بالجلوس على دكة الاحتياط.
ردة الفعل الهادئة وابداء الثقة في التصريحات لا يكون دائما ايجابيا خصوصا اذا صار الواقع سيئا بشكل واضح للجميع وباتت الاخطاء تتكرر وسط عجز واضح من مدرب الفريق عن تغيير الامور والعودة الى الاداء الجيد وتحقيق الانتصارات.
ولا شك بان انييللي نفسه لم يكن ليصدق بان فريقه الكبير سيخسر بهذه الطريقة وهذه النتيجة امام خصمه الميلان بثلاثية نظيفة وهي نتيجة لم تحدث عندما كان الميلان هو اقوى اندية اوروبا وبطلها لسنوات عدة.
- بالتأكيد كان التوغوليون متعطشين لرؤية منتخبهم في المونديال الافريقي ليعوضهم عن الاخفاق في التأهل الى مونديال جنوب افريقيا لكن انسحاب توغو من بطولة كأس الامم الافريقية الحالية في انجولا كان تصرفا في محله ولم يكن هناك مفر من توديع البطولة قبل بدايتها بعد ما حصل للفريق وما تعرض له.
وبعيدا عن تحديد المخطئ والسبب في ما حصل فان انسحاب توغو يعد احتراما للذين رحلوا ضحية بريئة لصراع سياسي دموي شوه مظهر منافسة كرة القدم الشريفة والتي تصنع المنافسة بين الشعوب في ارقى مظاهرها.
