سر العداء التاريخي بين برشلونة و ريال مدريد

الجميع يعلم بأن اكثر فريقان عداوة ومنافسة هما برشلونة وريال مدريد ، ولكن هل تسائلت عن سبب هذه العداوة ؟ ما هو السر الذي يجعل لقاء هذان الفريقان اقوى لقاء كلاسيكو بالعالم ؟ فعند لقاء هذان الفريقان يصبح هذا اليوم مختلف عن باقي الايام ، فالاسواق تقفل ولا نرى احدا خارج منزله ، ما هو السر في المنافسة الشديدة بينهما الى درجة ان كلا الفريقان مستعد لفعل اي شيء للاطاحة بالفريق الاخر ؟ فالمنافسة بينهما وصلت الى درجة قيام الفريق بمحاولة اي لاعب يحاول الفريق الاخر شرائه ، كما هي صفقة رونالدينيو وصفقة بابتيستا وسيرجيو راموس وغيرهم من النجوم التي كانت صفقات تدميرية للفريق الاخر .

هل السبب يكمن في كثرة النجوم في الفريقان ام لانهما اكبر قطبين في اسبانيا ام لانهم متنافسين منذ قديم الزمان ؟ هذا ما سنعرفه في هذا الموضوع.

سبب العداء

عندما نشاهد مباراة بين برشلونة وريال مدريد بالتأكيد سنعرف ان هذا اللقاء يتعدى حدود الرياضة بل يصل الى السياسة واكثر من ذلك ، هذا اللقاء دائما ما يكون ذو طعم مميز ، وبالتأكيد ما حصل للنجم البرتغالي لويس فيغو عام 2002 في الكامب نو لم يكن بسبب الرياضة فقط .

هذه المباراة لها مسميات عديدة ، فالبعض يسميها المعركة والبعض الاخر يسميها الثورة ، وهنالك من يسميها ليلة الحسم لان الفائز بينهم غالبا ما يكون الفائز بالليغا ، ولكن هنالك اسباب نجعل هذا الديربي مختلف عن الديربي بين مانشستر يونايتد والارسنال مختلف عن بوكاجونيور وريفر بليت ، السبب يعود للثلاثينات من القرن الماضي.

يرجع السبب لزمن ليس بالقريب ففي منتصف الثلاثينات عندما تولى حكم اسبانيا الملك الديكتاتوري فرانكو ، الذي اذاق اهالي كاتلونيا شتى انواع العذاب والألام ، واعلت الحرب على هذا الاقليم واعلنها ايضاعلى عاصمة كاتلونيا برشلونة وكان السبب فيذلك قوله بان كاتلونيا كانت مستوطنة للمجرمين والاشرار ، وبالطبع قال ذلك لان معظم معارضين حكمه كانو من كاتلونيا والقليل الاخر كانو من اقليم الباسك الذي حارب اسبانيا منذ قديم الزمان وكان سبب فتنح المسلمين لبلاد الاندلس ، وتحولت مدينة برشلونة والاقليم باكمله الى مجرمين بنظر هذا النظام الفاشي وقامت حكومة الديكتاتور باعدام اشهر شعراء كاتلونيا وهو لوكا الفاريس والذي كان معارضا لحكم فرانكو وسياسته ، وحاول رانكو ان يسرق فرانكو الهوية الكاتلونية من الكاتلونيين بمنع اللغة الكاتلونيا ومنع العلم الكاتلونيا الذي نراه الان كشارة لكابتن فريق برشلونة كارليس بويول ، كما منع الانشودة الوطنية لكاتلونيا ليحاول ان يقضي على الهوية الكاتلونية ، ولكنه اخطأ بهذه الاوامر حيث زادت مشاعر الكراهية من سكان كاتلونيا ازاء هذا الملك الظالم.

بينما كانو ابناء كاتلونيا وناديهم يعيشون بعذاب كبير ويشعرون بالام ازاء محاولة خطف هويتهم الكاتلونية كان نادي ريال مدريد يعيش باجواء لا مثيل لها حيث قام الملك الفونسو الثالث عشر بمنحهم شعار الملكية عام 1929 وعندما تولى فرانكو الحكم قام بمعهاملة هذا النادي بارقى الاساليب وقام باعطائهم كل ما يرغبون بصفتهم النادي الملكي ، وبذلك كان انتصار الفريق الكاتلوني على نادي ريال مدريد بمثابة ليلة لا تنسى يذكرها جميع عشاق هذا النادي يذكرون ذلك اليوم بيوم هزيمة فريق فرانكو ، ولان خسارة هذا النادي تسبب الحزن للديكتاتور فرانكو مما يملىء الفرح في قلوب الكاتلونيين الذي ارادو بأن يشعرفرانكو بجزء قليل من الحزن الذي عاشوه جراء حكمه المستبد ، ورغم مرور السنين الا ان النادي الكاتلوني لم ينسى ما حدث واصبح فريق فرانكو عدوهم اللدود دائما وابدا ، النادي الذي لعب دوري ابطال اوروبا مرات عديدة على حساب نادي برشلونة او نادي اتليتك بلباو ، حيث وان الجروح التي سببها نظام الديكتاتور فرانكو لم تلتئم بعد ولا يزال اقليم كاتالونية اقليم مستقل ومحتفظ بهويته ، وهذا هو سبب الصراع الكاتلوني المدريدي .