كان ليونيل ميسي ينفذ ضربة جزاء في نهائيات كأس العالم للشباب. وفي كثير من الحالات ينتظر بعض منفذي ضربات الجزاء البارعين برهة من الوقت حتى يقفز حارس المرمى، ثم يسددون ضربتهم في الزاوية المعاكسة. أما ميسي فقد اكتفى بانتظار حارس مرمى نيجيريا ليضع ثقله على إحدى ساقيه، ثم سجل في الزاوية الأخرى.
بدا هذا اللاعب قصير القامة وصاحب قصة الشعر الأقرب إلى شكل وعاء الزهور، كما لو أنه فاز في مسابقة أطفال واستحق أن يمضي فترة بعد الظهر وهو يلعب لصالح الأرجنتين ضد النيجيري جون أوبي مايكل. ومع ذلك، حين لمس الكرة، فكر الجميع بلاعب أرجنتيني سابق وصرخ حارس مرمى تشيلسي، بييت دوفيسيه، الذي كان يجلس إلى جانبي: «إنه مارادونا».
حفل تقديم الجوائز الذي أعقب تلك المباراة كان كوميدياً. في البداية رفع ميسي كأس العالم، ثم تم تتويج هداف البطولة، وكان ميسي، ثم جاءت بعد ذلك جائزة أفضل لاعب، وكان ميسي مرة أخرى.
كان ذلك الاحتفال خاصاً بكأس العالم للشباب 2005، لكن حين تشاهد ميسي وهو يسجل أربعة أهداف في مرمى أرسنال أخيرا، تدرك أن فرص الأرجنتين في رفع كأس العالم في 11 تموز (يوليو) أفضل بكثير مما يعتقد البعض.
إن التشاؤم إزاء حظوظ الأرجنتين يقوم على أمور ليست ذات علاقة. فلدى الأرجنتين الشيء الرئيسي الذي يحتاج إليه المرء في كأس العالم: أفضل لاعب.
يقول الناس إن الأرجنتين كانت تتعثر في جولات التأهل. هذا غير صحيح. جولات التأهل تختبر حماس فريق ما ضد منافسين متوسطي المستوى قبل سنوات من نهائيات كأس العالم. وهناك علاقة ارتباط ضعيفة بين كيفية تأهل المنتخبات وأدائها في المباريات النهائية. وبالنسبة للأرجنتين ربما لا توجد أية علاقة ارتباط على الإطلاق. فقد لعب الفريق الأرجنتيني 18 مباراة في المراحل التأهيلية في أمريكا اللاتينية، الأمر الذي يعني رحلات طيران عابرة للأطلسي لا تنتهي بالنسبة للاعبيه المشاركين مع الأندية الأوروبية. ولا تعاني منتخبات أمريكا اللاتينية الأضعف التي ليس لبلادها لاعبون كثيرون في أوروبا من مثل هذه المشكلة. وتواجه البرازيل المشكلة ذاتها، لكن وعاءها من لاعبي كرة القدم الجيدين أكبر من الوعاء الأرجنتيني.
سبق لمدرب منتخب الأرجنتين، كارلوس بيلاردو، أن قال أثناء تعثر الفريق خلال الاستعداد للتأهل لكأس العالم عام 1986: «إن مباريات التأهل أصعب من مباريات كأس العالم ذاتها». وحينها حتى الرئيس الأرجنتيني كان يضغط للتخلص من بيلاردو. لكن بعد شهرين من ذلك، حصل بيلاردو، أو بالأحرى قائد فريقه، دييجو مارادونا، على كأس العالم.