أجمعت الصحف الأرجنتينية على أن الساحر ليونيل ميسي أثبت حسن نواياه وأظهر روحاً قتالية ورغبة كبيرة في صنع الفارق مع منتخب التانجو في مونديال 2010، على العكس من الأداء الباهت الذي كان يقدمه في كثير من المباريات الدولية السابقة، وعلى الرغم من عدم رضاها عن الأداء بدرجة تامة إلا أن الصحف الأرجنتينية أجمعت على أن ضربة البداية لمنتخبها كانت موفقة بالفوز على نسور نيجيريا والحصول على 3 نقاط مستحقة، وبدت ملامح التفاؤل تخيم على صفحات أولييه، وكلارين، وال كورنيستا بعد سنوات وشهور من الجفاء والهجوم الدائم على ميسي والتشكيك في حبه للأرجنتين.
فقد عنونت صحيفة “دياريو أولييه”: “نحن نعرف الاشادة أيضاً.. وميسي يستحقها هذه المرة” في إشارة إلى أن الهجوم السابق على أداء نجم البارسا لم يكن مقصوداً في حد ذاته، بقدر ما كان يعبر عن حالة من الضيق تجتاح الشارع الكروي الأرجنتيني الذي لم يكن على قناعة بأي مبررات تمنح ميسي الحق في رسم لوحات من الإبداع مع برشلونة، والتعثر مع المنتخب، وفي التفاصيل، قالت الصحيفة الرياضية الشهيرة “نحن نشيد أيضاً” وتحت هذا العنوان نشرت الصحيفة صورة مركبة لميسي في مختلف انفعالاته أثناء المباراة، وقالت إن مباراة الأرجنتين ونيجيريا هي الأجمل في مسيرته الدولية حتى الآن، فالأمور كانت مختلفة بشكل جذري في مواجهة نسور نيجيريا، ويكفي أن ننظر إلى عينيه ودرجة الحماسة الكبيرة التي كانت تغلف الأداء الابداعي الذي قدمه، فقد تفرد بتقديم لمسة الجمال طوال المباراة، وكان سبباً رئيسياً لخطورة الأرجنتين في جميع الهجمات على مرمى نيجيريا، وبدا انه الأكثر قدرة على تهديد مرمى المنافس، فقد تحرك يميناً ويساراً وراوغ عشرات المرات، استحق أن يخرج وفي رصيده أكثر من هدف الا ان الحارس النيجيري تألق ومنع ميسي من تسجيل أكثر من هدف مستحق، ولم يكتف ميسي في مباراة الأمس بالاعتماد على نفسه هجومياً، بل صنع فرص تهديف محققة لهيجوين وبقية المهاجمين، بل قام بدور دفاعي في بعض الأحيان، وفي نهاية المباراة عانقه مارادونا في مشهد يؤكد تصالح الساحر ليو مع الكرة الأرجنتينية ومع جماهيرها، وأثبت ميسي أن الرقم 10 الذي يحمله فوق ظهره ليس ثقيلاً إلى هذا الحد، حيث يمكنه السير على خطى مدربه مارادونا الذي منح لقب المونديال للأرجنتين عام 1986.
من جانبها ركزت صحيفة “ال كورنيستا” على المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، وقالت انه عاد إلى الأضواء، وإلى صنع المجد في المونديال بعد غيبة استمرت 16 عاماً والقاسم المشترك بين الأفول وبين البزوغ من جديد كان منتخب نيجيريا، ولكن شتان ما بين مواجهة هذا المنتخب الأفريقي العنيد لاعباً، وبين مواجهته كمدرب، ففي مونديال الولايات المتحدة عام 1994 لعب مارادونا مباراته الدولية الأخيرة، وكانت أمام نسور نيجيريا ولكنه خرج من الملعب بصبحة فتاة أميركية أخذته إلى معمل تحليل المنشطات، حيث ظهرت العينة إيجابية، وتم إيفاقه وانتهت علاقته بكرة القدم وبكأس العالم، وقد اكتفى بمشاهدتها في النسخ التالية من مقاعد المتفرجين، ولكنه عاد في 2010 ليحقق الفوز على نيجيريا كمدرب، وكان مشهد الخروج من الملعب مبهجاً هذه المرة، حيث خرج وهو يعانق نجومه ميسي وفيرون وميليتو بعد أن حققوا فوزاً صعباً مستحقاً على نيجيريا وانتزعوا نقاط مباراتهم الأولى في المونديال.