سوبرمان المستديرة

لاشك ان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قدم الكثير للتانغو خلال مونديال جنوب أفريقيا 2010 حيث فرض نفسه نجما متألقا كعادته من خلال تحركاته غير المقيدة بمركز معين في الثلث الأخير من الملعب وتمريراته الرائعة والدقيقة الى ثنائي الهجومي غونزالو هيغوين وكارلوس تيفيز على الرغم من عدم تسجيله أي هدف في البطولة الا ان الواقع الأرجنتيني يؤكد أن الصغير ميسي أضاف الكثير للنهج التكتيكي لتشكيلة مارادونا ولو حال قدومه مع التانغو لجنوب افريقيا لتبددت أحلام الأرجنتينيين مبكرا.
فالشاهد على حال المنتخب الأرجنتيني يؤكد أن الأسطورة مارادونا قد تعلم كثيرا من القلعة الكتالونية من خلال استغلال كل فنيات ميسي في تشكيلة الفريق مثلما فعل غوارديولا مع نجمه في برشلونة حيث أعطى دييغو الحرية الكاملة لنجمه ليونيل في التحركات ليجوب على أثره جميع انحاء الملعب كصانع ألعاب وهذا لما يمتلكه اللاعب من مهارات فردية عالية بالاضافة الى خياله الواسع في توزيع الكرات وامداد خط الهجوم بالتمريرات الطولية وكل هذا يؤهل النجم ميسي ليكون صانع العاب التانغو وصانع البسمة على وجوه عشاق الأرجنتين وحتى زملائه… فهو يفعل كل شيء داخل المستطيل الأخضر سوى هز شباك الخصوم وهذا ما أشار اليه النجم الألماني فرانز بيكنباور الذي قال بأن ميسي يفعل كل شيء في مونديال 2010 وغيره يسجل الأهداف مثلما حدث مع دييغو مارادونا في مونديال 86 كما نال ميسي والتانغو كل المديح من قبل بيكنباور حيث وصف الفريق بالجماعي والثبات والتكوين الجيد «فهو منتخب رائع لأنه يمتلك لاعبا يفتقده كل المنتخبات المشاركة في البطولة وهو ليونيل ميسي».
وبالفعل فإن تحركات ميسي وسرعته العالية مع الاحتفاظ بالكرة ومراوغته الفريدة أحدثت انشقاقاً في خطوط دفاع الخصوم ومهددت الطرق الواسعة لهيغواين وتيفيز من أجل تسجيل الأهداف فبفضل ميسي أصبح هيغواين هداف البطولة بأربعة أهداف ويليه تيفيز بهدفين ومن الممكن ان تزيد الغلة التهديفية للمهاجمين الأرجنتينيين مرورا بالدقائق التي سيلعبها ميسي في اللقاءات القادمة. فحاسة التانغو التهديفية مرتبطة ارتباطا كليا بأقدام القصير المكير ليو.
وهذا أيضا ما أكده النجم الأرجنتيني مينوتي الذي قال عن ميسي بأنه يصنع الفارق ويخلق المساحات عندما يستحوذ على الكرة فيشكل الجانب الأكبر من خطورة الفريق ويحدث الفوضى العارمة في دفاع المنافس مما يسهل المهمة لزملائه فهو لديه سحر خاص فهو يفعل أشياء غير متوقعة في مساحات ضيقة.
ولكن دعنا عزيزي القارئ نستقرئ بماذا سيفكر به المخضرم يواخيم لوف مدرب المانيا تجاه المنتخب الأرجنتيني والحالة الفريدة ميسي في اللقاء القادم حيث من الصعب تخصيص لاعبين أو ثلاثة لمراقبة ميسي وتجنب خطورته ونهمل باقي اللاعبين وهنا أتذكر حديثي مع السيد قوربان مدرب نادي روبن كازان والذي واجه برشلونة بدوري الأبطال الموسم الماضي حيث قال لي بأنه لا يمكن فعل اي شيء تجاه ميسي فمن السذاجة بأن اركز على رقابة ميسي واترك باقي لاعبي برشلونة يجولون داخل الملعب بأريحية كبيرة.
وأعتقد بأن لوف سينتهج هذا الفكر للتعامل مع ميسي ورفاقه في المباراة القادمة وهو إسناد مهمة مراقبته لاحد لاعبي وسط المانشافت ذي الصلابة الدفاعية ولعل المصاب بالاك كان الأنسب جدا لتلك المهمة وبما أنه غير موجود الآن فإن كل المؤشرات التكتيكية تشير للمميز شيفانيشتايغر الذي يتميز بالدفاع الجيد والقوة الجسمانية التي من الممكن الحد من خطورة ميسي كثيرا وعدم ارهاق خط دفاع المانشافت بتحركات ميسي والتفرغ لمراقبة كل من ميسي وتيفيز فخطورة ليو تكون كبيرة في الثلث الأخير من الملعب فإذا نجح لوف في وقف زحف ميسي مبكرا من منتصف الملعب فستكون الفرصة متاحة لشن الهجمة المرتدة عبر الأطراف وتهديد شباك التانغو.. فالتوقعات بمن يفوز في تلك المباراة يرفضه العقل بشكل كلي وذلك لما يقدمه كلا المنتخبين من اداء باهر فاستاد غرين بوينت سيكون الرابح الوحيد والشاهد على من سيصارع على لقب المونديال هذه المرة.

مشكـــــــــــوووووووور على الموضوع

العفو حبيبي

» بعد تألقه في "المستديرة" ، "ليو" في طريقه إلى التألق في عالم "السينما" !!