يتجلى شعار "الحسم" عندما يلتقي عملاقا الكرة الاسبانية ريال مدريد وبرشلونة في الأسبوع المقبل ضمن الجولة الـ(31) من الدوري الاسباني، فالفريقان يتقاسمان الصدارة ، والصراع على لقب (الليغا) انحصر بينهما بعد أن أطاحا بجميع الخصوم، وذلك ما يجعل الفائز في مباراة الـ(كلاسيكو) الأوفر حظا للظفر بالدوري. وتعد المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة أقوى مباراة على مستوى الأندية في العالم، حيث تستحوذ على اهتمام مئات الملايين من عشاق الساحرة المستديرة، إلا أن هناك العديد من الاعتبارات التي تجعل المواجهة رقم (208) في تاريخهما والـ(160) في الدوري حدثا استثنائيا فريدا، أهمها قيمة ومكانة النجوم الذين تضمهما صفوف الريال والبارسا، ويكفي أن نذكر أن آخر ثلاثة لاعبين توجوا بلقب الأفضلية على مستوى العالم سيكونون متواجدين في اللقاء المرتقب وهما "ميسي وكريستيانو رونالدو وكاكا)، فضلا عن الأسعار الخيالية لنجوم الفريقين والتي تقدر بأكثر من مليار دولار!. وبحسب الإحصائيات الأخيرة، فإن الفريقين يملكان الشعبية الأكبر بين جميع الأندية، ليس في اسبانيا فحسب التي يشكل مشجعو الريال فيها نسبة (33 %) مقابل (26 %) للبارسا، بل في العالم أجمع. وأظهرت دراسة حديثة أجرتها وكالة "سبورت ماركت" أن برشلونة هو النادي الأكثر شعبية في أوروبا بعد أن بلغ عدد أنصاره (44.2) مليون مشجع مقابل (41) مليونا لغريمه التقليدي. خلفية تاريخية لا يمكن إغفال الجانب السياسي كلما التقى الريال والبارسا على خلفية العداء التاريخي بين مملكة اسبانيا وإقليم كاتالونيا وسط مطالبات متواصلة من الأخير بالانفصال. ورغم البداية الهادئة عام 1903م الذي شهد أول لقاء بين الفريقين وانتصر فيه برشلونة بنتيجة (3-1)، إلا أن الجنرال (فرانكو) أجج العداء بينهما بعد أن كان يميل بشكل واضح وفاضح لنادي العاصمة، بدليل إسباغه لقب الملكي عليه دون برشلونة، واتهامه لأنصار الأخير بالنزعة الانفصالية. وزادت الأمور سوءا بعد أن تدخل الجنرال لمنع انتقال النجم (دي ستيفانو) إلى برشلونة محولا مساره لفريق العاصمة رغم أن البارسا كان أول من اتفق مع ناديه ريفر بليت، مما زاد نقمة جمهور برشلونة، خصوصا بعد أن صنع النجم الأرجنتيني مجد "القلعة البيضاء" محليا وأوروبيا في الخمسينات وبداية الستينات. فض الاشتباك وذكرى السداسية يدخل الفريقان المباراة التي ستقام في استاد سانتياغو برنابيو بالعاصمة مدريد من أجل فض الاشتباك بينهما، حيث يتساويان في الصدارة ويسعى كل منهما للإطاحة بخصمه من أجل التربع على القمة وقطع شوط كبير نحو الفوز بلقب الدوري. وتعج صفوف الفريقين بنخبة من أفضل نجوم الكرة في العالم حاليا أمثال (ميسي وتشافي وإنييستا وإبراهيموفيتش) في برشلونة، ويقابلهم (كريستيانو رونالدو وكاكا وهيغوين) في ريال مدريد. وستكون ذكرى السداسية حاضرة في أذهان لاعبي (البارسا والريال) فاللقاء الأخير الذي جمع الفريقين في ملعب سانتياغو برنابيو كانت نتيجته تاريخية، لأنها أثقل خسارة للفريق الملكي على ملعبه أمام غريمه التقليدي في تاريخ مواجهاتهما بالدوري. كما أن فوز برشلونة في لقاء الذهاب سيدفع لاعبي الريال للثأر، فلن يكون مقبولا أن يفوز البارسا ذهابا وإيابا للموسم الثاني على التوالي، خصوصا أن الخسارة تعني ضياع لقب الدوري بنسبة كبيرة. الفرصة الأخيرة للمدرب بيليغريني تمثل المباراة الفرصة الأخيرة للتشيلي مانويل بيليغريني مدرب الفريق الملكي الذي يخوض ثاني اختبار له في الـ(كلاسيكو)، لكنه قد يكون الأخير في حال هزيمة الريال، حيث تعتبر المباراة مصيرية بالنسبة له، فالخسارة تعني خروج الفريق الملكي من الموسم خالي الوفاض، بعد إضاعته فرصة تاريخية لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا على أرضه ووسط جماهيره بخروجه أمام ليون الفرنسي، وقبلها خروجه من مسابقة كأس ملك اسبانيا على يد فريق الكوركون من الدرجة الثالثة بعد الخسارة برباعية في الذهاب. وطالبت جماهير الريال بإقالة بيليغريني ورفعت الرايات البيضاء وهتفت ضده بعد فقدان الفريق لبطولتين هذا الموسم، رغم أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز أنفق أكثر من (350) مليون دولار لتعزيز صفوف فريقه بجلب (كاكا ورونالدو وبنزيمة والبيول والونزو واربيلوا). صراع بين ميسي ورونالدو سرق البرتغالي كريستيانو رونالدو الأضواء عندما انتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في صفقة هي الأغلى في تاريخ الكرة، واعتقد أنصاره أن نجمهم الجديد سيقود الفريق الملكي إلى احتكار كل البطولات كما فعل ميسي مع برشلونة في الموسم الماضي، لكن الحقيقة تجلت بمرور الأيام، حيث سحب النجم الأرجنتيني البساط من تحت أقدام وصيفه على لقب اللاعب الأفضل في العالم، بإبداعاته وأهدافه التي جعلت الكثيرين يعتبرونه أفضل لاعب في تاريخ الكرة، ويفضلونه على مواطنه الأسطورة مارادونا الذي اعترف بأن ميسي حقق ما لم يكن هو يحلم بتحقيقه في مثل سنه. وإزاء المديح الذي لم يتوقف بحق ميسي خلال الأسابيع الأخيرة، فإن رونالدو ينظر إلى المباراة كفرصة سانحة لإثبات جدارته وأحقيته باللقب الأغلى في تاريخ المستديرة، فلمن تكون الغلبة في حرب النجوم؟. أرقام من الكلاسيكو لعب الفريقان (207) مباريات في جميع البطولات، ويدين التفوق للفريق الملكي الذي فاز في (85) مباراة مقابل (80) لغريمه برشلونة، كما يتفوق الريال في عدد الأهداف حيث سجل (354) هدفا في شباك البارسا مقابل (331) للأخير. وفي تاريخ مواجهاتهما بالدوري التقى الفريقان (159) مرة، فاز الريال في (68) مباراة مقابل (61) فوزا للفريق الكاتالوني، الذي سجل (244) هدفا مقابل (262) هدفا للفريق الملكي. هدافو الكلاسيكو عبر التاريخ يعد الأسطورة دي ستيفانو الهداف التاريخي لمباريات الـ(كلاسيكو) حيث سجل (19) هدفا يليه بوشكاش برصيد (17) هدفا ثم خينتو وراؤول ولكل منهما (15) هدفا، وجميع من سبق ذكرهم من لاعبي ريال مدريد. وفي المركز الخامس يأتي هداف برشلونة التاريخي سيزار الذي سجل (14) هدفا في مباريات الـ(كلاسيكو)، وهو نفس الرصيد الذي يملكه نجم البارسا في العشرينات ساميتيير الذي لعب أيضا في صفوف ريال مدريد
